Add to Book Shelf
Flag as Inappropriate
Email this Book

اُمَّهات الأئمة المعصومين عليهم السلام : دراسة تاريخية تحليلية علمية , Volume 2

By الصافي, حسين, الموسوي, Dr.

Click here to view

Book Id: WPLBN0003972058
Format Type: PDF eBook:
File Size: 1.71 MB
Reproduction Date: 09/26/2015

Title: اُمَّهات الأئمة المعصومين عليهم السلام : دراسة تاريخية تحليلية علمية , Volume 2  
Author: الصافي, حسين, الموسوي, Dr.
Volume: Volume 2
Language: Arabic
Subject: Non Fiction, Religion, السيرة
Collections: Biographies, Authors Community, Religion, Literature, Most Popular Books in China, Favorites in India
Historic
Publication Date:
2015
Publisher: شعبة الدراسات والبحوث الاسلامية في قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة الحسينية المقدسة
Member Page:

Citation

APA MLA Chicago

حسين الموسوي الصافي, B. D. (2015). اُمَّهات الأئمة المعصومين عليهم السلام : دراسة تاريخية تحليلية علمية , Volume 2. Retrieved from http://www.gutenberg.cc/


Description
إنّ الشرع الحنيف أولى اهتماماً في بيان بعض المزايا والصفات الكمالية العالية التي تتمتع بها أُمّ المعصوم سواء في المجال العلمي أم العملي, المادي أم المعنوي, فعندما يذكر القرآن الكريم السيدة مريم÷ (اُمَّ نبي الله عيسى×) فقد يكشف أنّها محدثة الملائكة ومطهرة من كل شائبة, وقد احتلت مرتبة الاصطفاء من قِبَل الله وأصبحت سيدة نساء عالمها, كما يتضح من قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ} ( ), وأيضاً قوله تعالى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} ( ), فإنّ الكمال الروحي والمعنوي الذي تجسّد في كيان السيدة مريم÷ قد أهّلها لكل هذه المزايا ولأن تكون وعاءً وحجراً لنبيًّ من أنبياء أولي العزم^, كما بشرها الله بهذه المنقبة العظيمة. وهكذا الحال في أمّ نبي الله موسى وأخيه هارون‘ (السيدة يوخابيد÷), فقد خصها الله بالإيحاء واليقين والإيمان, كما في قوله تعالى{وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ}( ), فقد أوحى الله لها وصدقته وامتثلت أوامره بكل ثقة ويقين في أحلك الظروف, حتى أنّ البعض قال هذا يقتضي ظهور المعجز لها من وجهين: أحدهما الوحي وهو معجز، والثاني أنها÷ لا يجوز أن تقدم على جعل ولدها في التابوت وطرحه في اليم إلا بعد اليقين بأن الآمر لها بذلك هو القديم سبحانه ولا سبيل إلى ذلك إلا بظهور معجز تعلم به أن الخطاب المتضمن لذلك وحي منه سبحانه( ). وقد بشّر الله اُمَّ نبي الله إسحاق ويعقوب‘ (السيدة سارة÷) بقوله تعالى: {وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوبَ * قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَـذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ * قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ}( ), فهنا خصّها الله بالبشارة وقد حدثتها الملائكة وحدثتهم, وأنّها من أهل البيت الذين خصّهم الله بالرحمة. وهكذا سبيل باقي اُمَّهات المعصومين^ من الأنبياء وغيرهم. وقد جعل الله السعي بين الصفا والمروة من مناسك الحج؛ إحياءً لذكرى سعي السيدة هاجر÷ (أمّ نبي الله إسماعيل×) واحتفالاً بعملها, واستحباب الهرولة في محل الوادي الذي سعت فيه هاجر سعي الإنسان المجهود إحياءً لذكرى هرولتها هناك. فنستفيد من خلال هذه الرؤية السماوية في حق اُمَّهات الأولياء المعصومين عليهم السلام أمرين, أولاً: أنّ هناك رابطة وعليّة ليس فقط في طهارة وعفاف والدة المعصوم×, بل لابد أنّ تكون بالمستوى اللائق والمطلوب من صفات وأبعاد كمالية عالية تنسجم مع ما تحمل من أمانة عظيمة وهي حجة الله في خلقه, فالأمّ لها الأثر الكبير في تغيير حال الابن على المستوى المادي والمعنوي, وهذا بخلاف مجرد الزوجة فلم تكن هناك ثمة رابطة وعليّة في البين, فلذلك نجد القرآن الكريم قد كشف عن ذمّ وسوء عاقبة بعض أزواج الأنبياء^ كما في قوله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} ( ). وثانياً: إنّ في إعطائه سبحانه وتعالى هذه الأهمية في بيان وذكر المزايا الإيجابية لاُمَّهات المعصومين^ يمكن أن تكون فيه إشارة في توجيه الأنظار إلى الاهتمام بدراسة وبيان سيرة اُمّ المعصوم× وبيان صفاتها ومدى إيمانها, لاسيما اُمَّهات أهل البيت^ فإنّهن لسن أقل شأنا من اُمَّهات الأنبياء^, لكن مع الأسف لم نجد اهتماماً بدراسة وبحث سيرة اُمَّهات المعصومين^ لاسيما سيرة اُمَّهات ما بعد الزهراء÷, فقد همشت إذا لم نقل أهملت, فلم نعثر على دراسة لا من القدماء ولا من المتأخرين ولا من المحدثين ولا من المؤرخين إلا الشتات من الروايات وغيرها, مع أنّها من المواضيع الساخنة والتي لها صلة بالاعتقادات وما إليها. ونحن بعون الله قد وضعنا هذه الدراسة بعد ما لاحظنا أنّ هناك فراغاً في عالم السيرة والتاريخ في هذا الجانب, ولم نقتصر في هذه الدراسة على سرد التاريخ وما إليه, بل انتحلنا النهج العلمي الاستقرائي التحليلي, ومناقشة الآراء بالأدلة المنطقية لاسيما في المواضيع العقدية والقريبة منها, والرجوع إلى المصادر المعتبرة عند الفريقين, بالإضافة إلى ذكر المواضيع التي لها صلة في الموضوع أو القريبة منه, من قبيل ذكر أزواج المعصوم وما شاكله, ونأمل أن تكون هذه الدراسة خطوة للشروع في دراسات معمقة وتحقيقات منتظمة من قبل المختصين وغيرهم. سائلين المولى القبول والتسديد.

Summary
تندرجُ كثيرٌ من البحوث في غياهب التحقيق الكلي، الذي لم يثبت أهمية هذه لبحوث إلا ما وقع منها في مطاوي السير التحقيقي، ولعل الكثير منها يحمل أهميته وخطورته بشكلٍ ينسجمُ في تثبيت الحصيلة النهائية التي يخرجُ بها الباحث، إلاّ أن هذه البحوث لم تكن من أولوياته واهتماماته مع أهميتها بشكلٍ يحتم على الباحث أن لا يغفل عنها، فيعيد النظر في قراءته لبحوثٍ كهذه مع أنها غير معنونةٍ بعنوان، ولا مندرجةٍ تحت قضيةٍ بحثية مستقلة، ولم تزل هذه البحوث تفرض أهميتها على الباحث ومن ثم القارئ فهي إذن لم تكن ثانوية حقاً بل بحوث لها أهميتها وقيمتها العلمية، ومن تلك البحوث التي غفل عنها المحققون، البحث عن اُمَّهات المعصومين حيث لم يفرد لها المحققون عنواناً خاصاً بل اكتفوا بالبحوث الفرعية التي تأتي استطراداً في سيرة المعصومين عليهم السلام، فالباحث لا يمكن له أن يتعدى اُمَّهات المعصومين إذ البحث عنهن يعد جزءاً مكملاً للوقوف على سيرتهم إلا أنه لا يتعدى الأمر عن ذكر نتفٍ عن حياتهن دون الغور إلى عوالم التحقيق لحياتهن الشريفة، وهذا ما يجعل البحث مخلاً غير جادٍ في أحيان أخرى.. إذن لا تُعد بحوث حياة اُمَّهات المعصومين من الترف الفكري الذي يتعرض إليه بعضهم، بل فرضت هذه التحقيقات أهميتها على الباحث ليجد مسلكاً علمياً خطيراً يدخلُ في ترجمة بعض فترات الحقب التي عاشها أهل البيت عليهم السلام ولعل ما يعزز هذا الأمر هو أهمية معالجة الكثير من الشبهات التي تدخل في إطار التنقيب البحثي الذي يقدّم نتائجه للباحث على أساس المسلك العلمي الدقيق. من هنا وجد الباحث الدكتور السيد حسين الموسوي الصافي الذي أعد بحثاً مهماً في شأن "اُمَّهات الأئمة المعصومين عليهم السلام" والذي حاول من خلاله معالجة الكثير من القضايا المهمة التي تدخل في معرفة مقطعٍ مهمٍ من سيرتهم عليهم السلام، وبذلك يخلص البحث إلى التعريف بأهمية اُمَّهاتهم عليهم السلام كونهن الوعاء المقدس للمعصوم، فالبحث يعالج النظرة التاريخية بأسلوبٍ تحليلي فضلاً عن السمة العلمية التي تُعطي بُعداً آخر لمحطات تاريخية مهمة لا غنى للباحث عنها ومراعاتها.

Excerpt
آثار الأمّ على الجنين تحظى الأمّ بمكانة رفيعة لا تقل أهمية عن مكانة الأب إذا لم تزد عليها, وهذا ما أكده الشّرع الحنيف وفسّره العلم الحديث, فهي بمثابة المنعطف الكبير لتأهيل البشر وإعداد الأجيال, حيث أنّ المجتمعات عبارة عن شعوب وقبائل وأسر, ونواة هذه الأسر الزوج والزوجة (الأبوان) فهما أصل التكاثر البشري بما جعلته الحكمة الإلهية لاستمرار الحياة الإنسانية في عالم الدنيا, ولو لاحظنا ذلك لوجدنا الأمّ أكثر تأثيراً وانفعالاً وأنها لها الحظ الكبير في إعداد الأجيال على الصعيد المادي والمعنوي. ومن هنا نرى أقلام العلماء وقرائح الأدباء تصفها بمدح لا يضاهى حيث قالوا: المرأة نصف المجتمع, وانّها تهزُّ المهد في يد والعالم في يدها الأخرى, وقول الشاعر: الأمُّ مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق ( ) دور الأمّ صحيح أن رحم المرأة يكون بالنسبة إلى نطفة الرجل كالأصيص بالنسبة إلى البذرة إلا أن الأمر يختلف تماماً في موضوع تكوين الخلية التناسلية، إذ ليست نطفة الرجل هي الخلية التناسلية الكاملة - كما كانت البذرة – وإنما المرأة تكون الشريك الأهم للرجل في الوهلة الأولى, كما أشار لذلك القرآن الكريم في قوله: {إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ}( ). أي أنّ الله خلق الإنسان من نطفة مركبة وممزوجة من حويمن الرجل وبويضة المرأة كليهما. وكذلك رحم الأمّ يتحمل في المرحلة الأولى نصف مسؤولية عملية التلقيح، ثم ينفرد في أنه يتحمل مسؤولية الاحتفاظ بالنطفة لمدة تسعة أشهر كاملة في داخله حتى يصنع إنساناً كاملاً. وجدير بنا أن نذكر دور الأم في هذه المرحلة بحسب ما أفادنا به العلم الحديث: ويكون ردّاً على هذا السؤال: من أن البويضة التي تحتويها المرأة هي أكبر خلية في جسم الإنسان، حيث تبلغ في قطرها (200) ميكرون, بينما الحيوان المنوي الذي يضعه الرجل لا يزيد عن خمسة ميكرونات (لكن مع هذا المستوى من صغر الحيوان المنوي فأنه يساهم بنصف مكونات الجنين تماماً كما تساهم البويضة)، فما هو السبب في كبر حجم البويضة, وصغر حجم الحيوان المنوي؟ وقد أجابوا: إنّ البويضة هي المسؤولة عن تغذية النطفة الأمشاج، المكونة من كروموسومات الحيوان المنوي (الأب) وكروموسومات البويضة (الأم), وعليها أن تقوم بالتغذية حتى تعلق النطفة، وتنشب في جدار الرحم لتصبح العلقة, فتعطيه من دمائها وتوفر له الغذاء والهواء والحماية من السموم التي يفرزها جسمه أثناء نموه, حتى يأذن الله بخروجه متكامل البناء سوي الأعضاء ( ). فمن هنا نفهم أن دور الأُم في التغذية والرعاية يبدأ من أول لحظة دخول النطفة في الحياة, فلا غرور أن جعل لها الإسلام مكانة عظيمة، وأعطاها المقام الأول في البر والصلة والطاعة وقدمها على الأب ثلاثاً, وجعل الجنة تحت أقدامها, كما روي عن النبي الأكرم’: >الجنة تحت أقدام الاُمَّهات< ( ). وعن أبي القاسم الكوفي قال: قال رجل لرسول الله’: إن والدتي بلغها الكبر، وهي عندي الآن، أحملها على ظهري، وأطعمها من كسبي، وأميط عنها الأذى بيدي، وأصرف عنها (مع ذلك) وجهي استحياءً منها وإعظاماً لها، فهل كافأتها؟ قال’: >لا؛ لأن بطنها كان لك وعاء، وثديها كان لك سقاء، وقدمها لك حذاء، ويدها لك وقاء، وحجرها لك حواء، وكانت تصنع ذلك لك وهي تمنى حياتك، وأنت تصنع هذا بها وتحب مماتها< ( ). وأيضا قال’: >إذا كنت في صلاة التطوع، فان دعاك والدك فلا تقطعها، وان دعتك والدتك فاقطعها< ( ). وعن الباقر×، أنّه قال: >قال موسى بن عمران×: يا رب، أوصني، قال: أوصيك بي، قال فقال: رب أوصني، قال: أوصيك بي، ثلاثاً، قال: يا رب أوصني، قال: أوصيك بأمك، قال: رب أوصني، قال: أوصيك بأمك، قال: رب أوصني، قال: أوصيك بأبيك، قال: (فكان يقال) لأجل ذلك أن للأم ثلثي البر وللأب الثلث< ( ). وعن مهر بن حكيم، عن أبيه، عن جده قال: >قلت للنبي’: يا رسول الله، من أبرر؟ قال: أمك قلت: ثم من؟ قال: ثم أمك قلت: ثم من؟ قال: ثم أمك قلت: ثم من؟ قال: ثم أباك، ثم الأقرب فالأقرب< ( ). وأيضا ورد عن الإمام الباقر×: إنّ للأم ثلثي البر وللأب الثلث ( ). وغيرها من الروايات المستفيضة التي تؤكد على برّ الوالدين لاسيما الأم بالذات, وهذا يعبّر عن مدى أهمية الأم في المجتمع. الصفات الوراثية حُدِّدَتْ الوراثة بأنها مشابهة الفرع لأصله، ولا تقتصر على المشابهة في المظاهر الشكلية وإنما تشمل الخواص الذاتية، والمقومات الطبيعية، كما نص على ذلك علماء الوراثة وقالوا: أن ذلك أمر بيّن في جميع الكائنات الحية فبذور القطن تخرج القطن، وبذور الزهرة تخرج الزهرة، وهكذا غيرها، فالفرع يحاكي أصله ويساويه في خواصه وأدق صفاته، كما يقول بعض العلماء: >إنّ كثيراً من الصفات الوراثية تنتقل بدون تجزئة أو تغير من أحد الأصلين أو منهما إلى الفرع...إنه ما أثر أو خاصة لكائن عضوي إلا ويرجع إلى الوراثة أو إلى البيئة فالتكوين الوراثي يضع الحدود لما هو محتمل، والبيئة تقرر أن هذا الاحتمال سيتحقق، فالتكوين الوراثي إذن ليس إلا القدرة على التفاعل مع أية بيئة بطريق خاص... < ( ). ومعنى ذلك أن جميع الآثار والخواص التي تبدو في الأجهزة الحساسة من جسم الإنسان ترجع إلى العوامل الوراثية وقوانينها، والبيئة تقرر وقوع تلك المميزات وظهورها في الخارج، فإذن ليست البيئة إلا عاملاً مساعداً للوراثة، حسب البحوث التجريبية التي قام بها الاختصاصيون في بحوث الوراثة. وكيف كان قد أكد علماء الوراثة بدون تردد أن الأبناء والأحفاد يرثون معظم صفات آبائهم وأجدادهم النفسية والجسمية، وهي تنتقل إليهم بغير إرادة ولا اختيار، وقد جاء هذا المعنى صريحاً فيما كتبه الدكتور (الكسيس كارل) عن الوراثة بقوله: >يمتد الزمن مثلما يمتد في الفرع إلى ما وراء حدوده الجسمية, وحدوده الزمنية ليست أكثر دقة ولا ثباتاً من حدوده الاتساعية، فهو مرتبط بالماضي والمستقبل، على الرغم من أن ذاته لا تمتد خارج الحاضر... وتأتي فرديتنا كما نعلم إلى الوجود حينما يدخل الحويمن في البويضة, ولكن عناصر الذات تكون موجودة قبل هذه اللحظة ومبعثرة في أنسجة أبوينا وأجدادنا وأسلافنا البعيدين جداً لأننا مصنوعون من مواد آبائنا واُمَّهاتنا الخلوية, وتتوقف في الماضي على حالة عضوية لا تتحلل... ونحمل في أنفسنا قطعاً ضئيلة لأعدادٍ من أجسام أسلافنا، وما صفاتنا ونقائصنا إلا امتداد لنقائصهم وصفاتهم< ( ). وقد اكتشف الإسلام - قبل غيره - هذه الظاهرة، ودلل على فعاليتها في التكوين النفسي والتربوي للفرد، وقد حث بإصرار بالغ على أن تقوم الرابطة الزوجية على أساس وثيق من الاختيار والفحص عن سلوك الزوجين، وسلامتهما النفسية والخلقية من العيوب والنقص, وأشار القرآن الكريم إلى ما تنقله الوراثة من أدق الصفات. قال تعالى حكاية عن نبيه نوح×: {وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا * إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلاَّ فَاجِرًا كَفَّارًا} ( ). فالآية دلت بوضوح على انتقال الكفر والإلحاد بالوراثة من الآباء إلى الأبناء، وقد حفلت موسوعات الحديث بكوكبة كبيرة من الأخبار التي اُثِرَتْ عن أئمة أهل البيت^, وهي تدلل على واقع الوراثة وقوانينها وما لها من الأهمية البالغة في سلوك الإنسان، وتقويم كيانه. فإنّ ما اكتشفه علماء الوراثة اليوم، وتوصلوا إليه بأبحاثهم الدقيقة من وجود موجودات صغيرة داخل الكروموسومات تنقل الصفات الوراثية والتي أسموها (الجينات) ليس أمراً جديداً ومبتكراً, فالقرآن والرسول الأعظم والأئمة الطاهرون^ - الذين كانوا يكشفون الحقائق بنور الوحي والإلهام- لم يغفلوا أمر هذا القانون الدقيق. بل أشاروا إليه وأطلق على عامل الوراثة فيها اسم (العرق). وبعبارة أوضح: إنّ المعنى الذي يستفيده علماء الوراثة اليوم من كلمة (الجينة) هو نفس المعنى الذي عبرت عنه الأخبار بكلمة (العرق) وعلى سبيل المثال نذكر بعض الروايات الواردة في هذا المجال. منها, عن النبي’ قال: «وانظر في أي نصاب تضع ولدك فإن العرق دساس» ( ). ومنها: عن النبي’: (تزوجوا في الحجز الصالح), أي الأصل والمنبت الصالح وهو كناية عن العفة. (فإن العرق دساس) ( ) أي إدخال بالتشديد؛ لأنه ينزع في خفاء ولطف, يقال دسست الشيء إذا أخفيته وأخملته, ومنه قوله تعالى: {وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى} أي أخمل نفسه وأبخس حظها. وقيل: معنى دساس خفي قليل وكل من أخفيته وقللته فقد دسسته ( ). والمعنى: أنّ الرجل إذا تزوج في منبت صالح يجيء الولد يشبه أهل الزوجة في العمل والأخلاق ونحوهما وعكسه بعكسه. وذلك حينما نراجع المعاجم اللغوية في معنى كلمة (دساس) نجد أن بعضها - كالمنجد – يعلق على ذلك بالعبارة التالية: «العرق دساس أي: أن أخلاق الآباء تنتقل إلى الأبناء» ( ). فهذان الحديثان يتحدثان عن قانون الوراثة بصراحة, ويعبران عن العامل فيها بـ (العرق). فالنبي’: يوصي أصحابه بأن لا يغفلوا عن قانون الوراثة, بل يفحصوا عن التربة الصالحة التي يريدون أن يبذروا فيها، لكي لا يرث الأولاد الصفات الذميمة. ومنها: عن الإمام أمير المؤمنين× قال: «حسن الأخلاق برهان كرم الأعراق» ( ). وهذا الحديث يثبت إمكان اكتشاف الطهارة العائلية للفرد من السجايا الفاضلة عنده.

Table of Contents
النسب الطاهر ............................................................................................. ١١ كنيتها وألقابها ............................................................................................ ١٢ الدليل على كنيتها أم عبد ا لله ...................................................................................... ١٣ من خصوصيات فاطمة بنت الحسن‘........................................................ ١٤ مقامها السامي............................................................................................. ١٥ الزواج الميمون........................................................................................... ١٦ المهدي حسيني الأب حسني الأ م ................................................................................ ١٧ أولادها...................................................................................................... ١٨ ٢٠.............................................................................. × النبي يبعث سلاماً لابنها الباق ر زيد الشهيد في لسان المعصو م .................................................................................... ٢١ ٢٩٤ الفرق بين العلوي والفاطمي......................................................................... ٢٢ فاطمة بنت الحسن وعاء وحجر للمعصوم...................................................... ٢٤ ٢٥..........................................................÷ الملائكة تنادي فاطمة بنت الحسن من صفاتها الصِّ  ديقة.................................................................................... ٢٦ من صفاتها الرواية ....................................................................................... ٢٨ من أخبارها في آخر الزما ن.......................................................................... ٢٩ الأوضاع السياسية في عصرها....................................................................... ٣٠ حضورها كربلاء......................................................................................... ٣٢ وفاتها ومحل دفنها...................................................................................... ٣٢ زيارة السيدة فاطمة بنت الحسن ................................................................... ٣٤ اسمها ونسبها.............................................................................................. ٣٧ منزلة والدها القاسم ..................................................................................... ٣٩ نبذة عن جدها محمد بن أبي بكر................................................................. ٤١ منزلته عند أهل البيت ^.......................................................................... ٤٤ نظرة في جدها من أمها عبد الرحمن بن أبي بكر ........................................... ٤٦ كمالاتها العالية........................................................................................... ٤٨ ٢٩٥ الصفات التي تتمتع بها................................................................................. ٤٨ قوة الإيما ن ................................................................................................................ ٥٠ شدة التقو ى ............................................................................................................... ٥٢ من صفاتها الإحسان ................................................................................................... ٥٤ من صفاتها الرواية ...................................................................................................... ٥٦ من صفاتها العلم ......................................................................................................... ٥٧ أم فروة وعاء وحاضنة للمعصوم................................................................... ٥٨ أولادها...................................................................................................... ٥٩ إيثارها بنفسها............................................................................................. ٦٠ سبب تسمية ولدها بالصادق......................................................................... ٦١ النبي يكشف عن أسماء الأئمة وألقابهم........................................................ ٦٣ ولدني أبو بكر مرتين .................................................................................. ٦٧ المناقش ة في سند الرواي ة .............................................................................................. ٦٨ المناقشة في الدلال ة..................................................................................................... ٧٠ وفاتها ومحل قبرها...................................................................................... ٧٢ اسمها ونسبها.............................................................................................. ٧٧ من ألقاب السيدة حميدة ............................................................................. ٧٧ ٢٩٦ البرابرة في سطور........................................................................................ ٧٨ ٨١......................................................× اقتران السيدة حميدة بالإمام الصادق ٨٣...........................................................× حميدة الزوجة الأولى للمعصوم ٨٥....................................................................... × اهتمامها بزوجها الصادق تكامل صفات السيدة حميدة ....................................................................... ٨٥ المعّلى بن خنيس في لسان المعصوم............................................................. ٨٦ الأملاك تحرس حميدة ............................................................................... ٨٨ حميدة من أهل العلم .................................................................................. ٨٩ ٩١....................................................................× حميدة من وكلاء الصادق من صفاتها الرواية ....................................................................................... ٩٢ أولادها...................................................................................................... ٩٣ حميدة وعاء للمعصوم................................................................................. ٩٥ ٩٦.........................................................× علامات غيبية في ولادتها للكاظم ٩٧.................................................................× حميدة ترعى أُم الإمام الرضا ٩٨.................................................................× حميدة تزوج الإمام الكاظم حرق دار السيدة حميدة .............................................................................. ٩٩ حزنها على زوجها .................................................................................... ١٠٠ ١٠١.................................................................× حميدة من أوصياء الصادق وفاتها ومحل قبرها.................................................................................... ١٠٣ ٢٩٧ نسبها ومولدها .......................................................................................... ١٠٧ السبب في تعدد أسمائها............................................................................ ١٠٨ بلدها الأصلي ........................................................................................... ١١٠ بلاد النوبة ................................................................................................ ١١٢ صفات السيدة نجمة الكمالية ..................................................................... ١١٤ خلقها العظيم............................................................................................ ١١٦ إنّّها من الرواة ........................................................................................... ١١٧ تربيتها في بيت المعصوم............................................................................ ١١٨ بعدها الديني ............................................................................................ ١١٩ الله يختار أم الرضا‘............................................................................... ١٢٠ زواجها بأمر الغيب.................................................................................... ١٢١ إزالة توهم ............................................................................................... ١٢٢ السيدة نجمة وعاء للمعصوم....................................................................... ١٢٣ أولادها.................................................................................................... ١٢٥ الظروف المأساوية التي عاصرت السيدة نجمة............................................. ١٢٦ ١٢٨..................................................................÷ من بناتها فاطمة المعصومة ٢٩٨ ١٢٩................................................................÷ من صفات فاطمة المعصومة وفاة المعصومة ومحل قبرها....................................................................... ١٢٩ ١٣١...............................................................÷ فضل زيارة فاطمة المعصومة وفاة ومحل قبر السيدة نجمة ...................................................................... ١٣٢ اسمها ونسبها............................................................................................ ١٣٧ الحكمة من تعدد أسمائها.......................................................................... ١٣٩ الاختلاف في بلدها بين المريسية والمرسية................................................. ١٤٠ مكانتها الرفيعة.......................................................................................... ١٤٢ الصفات الكمالية للسيدة خيزران................................................................ ١٤٣ من صفاتها الطاهر ة .................................................................................................. ١٤٤ من صفاتها الم َ طهر ةٌ ................................................................................................. ١٤٧ المقدسة.................................................................................................................. ١٤٩ المنتجبة .................................................................................................................. ١٥١ رسول الله يمدح السيدة خيزران................................................................. ١٥٢ الإمام الكاظم يرسل لها سلامه ................................................................... ١٥٤ ١٥٥.............................................................................× أزواج الإمام الرضا ١٥٧......................................................× اقتران السيدة خيزران بالإمام الرضا ٢٩٩ أولادها.................................................................................................... ١٥٨ ولادة السيدة خيزران للمعصوم .................................................................. ١٦٢ من المعجزات في ولادتها للمعصوم........................................................... ١٦٣ براءتها من الاتهام ..................................................................................... ١٦٤ وفاة ومحل قبر السيدة خيزران................................................................... ١٦٦ اسمها ونسبها............................................................................................ ١٧١ بلاد المغرب............................................................................................. ١٧٣ تكامل صفات السيدة سوسن ..................................................................... ١٧٤ من صفاتها العارفة..................................................................................... ١٧٥ من صفاتها المعصومة................................................................................ ١٧٧ الحراسة الإلهية للسيدة سوسن ................................................................... ١٧٧ السيدة سوسن من أهل الجنة...................................................................... ١٧٩ ١٨١...........................................................................× أزواج الإمام الجواد اقتران السيدة سوسن بالإمام الجواد‘....................................................... ١٨٣ اهتمام الإمام الجواد بالسيدة سوسن............................................................ ١٨٤ ١٨٥................................................................× ولادة السيدة سوسن للهادي ٣٠٠ أولادها.................................................................................................... ١٨٧ من بنات الإمام الجواد حكيمة ................................................................... ١٨٨ حكيمة ترعى أم الإمام المهدي ................................................................. ١٨٩ نبذة من حياة السيد موسى المبرقع.............................................................. ١٩٠ وفاة السيدة سوسن ومحل قبرها ................................................................. ١٩٢ اسمها ونسبها............................................................................................ ١٩٧ سبب الاختلاف في تعيين اسمه ا .............................................................................. ١٩٨ سمو مقام السيدة سمانة ............................................................................. ١٩٩ السيدة  سمانة مسلولة من كل الآفات.......................................................... ٢٠٠ مطهرة من كل رجس............................................................................... ٢٠٢ من صفات السيدة سمانة الرواية................................................................. ٢٠٣ ٢٠٤...............................................................× تلقيها أسرار الإمام العسكري أمانتها لميراث الإمامة................................................................................ ٢٠٥ ٢٠٦.........................................................× رجوع الناس إليها بعد العسكري أولادها.................................................................................................... ٢٠٨ ٢٠٩.....................................................................× ولادتها للإمام العسكري ٣٠١ الظروف السياسية التي مرت بها ................................................................. ٢١١ ٢١٤..............................................................................÷ وفاتها ومحل قبرها اسمها ونسبها............................................................................................ ٢١٩ من هو شمعون الصفا................................................................................. ٢٢١ ٢٢٣...............................................................× شمعون وصي نبي الله عيسى ٢٢٥................................................................× الشبه بين نرجس وأم موسى مكانة السيدة نرجس عند الله وأهل البيت^............................................. ٢٢٧ ٢٢٧.....................................................................× الرعاية الإلهية لأم القائم السيدة نرجس تكشف عن التحرك الغيبي................................................... ٢٢٩ ٢٣٠.................................× رسول الله| يخطب السيدة نرجس للعسكري ٢٣٢.................................................................÷ زيارة الزهراء للسيدة نرج س ٢٣٢.....................................................................÷ كيفية أسر السيدة نرجس وثاقة رجال الرواية.................................................................................... ٢٣٣ ٢٣٦...................................................÷ خلاصة القول في حال السيدة نرجس السيدة نرجس تتكلم العربية....................................................................... ٢٣٧ ٢٣٧.............................................................× الإمام الهادي يبشرها بالمهدي ٣٠٢ ولادة السيدة نرجس للإمام المهدي العسكري يستقبل ابنه المولود المنتظر‘................................................... ٢٣٩ العسكري يجري مراسم يوم السابع............................................................. ٢٤٠ بلسان آخر........................................... ٢٤٠ × للقائم ÷ ولادة السيدة نرجس ولادتها للمهدي المنتظر# عند المخالفين ............................................... محاولات لقتل السيدة نرجس والحجة‘.................................................. ٢٤٩ أولادها.................................................................................................... ٢٥١ ٢٥٤............................÷ الظروفالسياسية الأليمة التي مرت بها السيدة نرجس حكيمة تتكلم عن المهدي وأمه ‘.......................................................... ٢٥٥ إزالة وهم................................................................................................. ٢٥٧ ٢٥٨...........................................................................÷ شفاعة السيدة نرجس ٢٥٨..................................................................÷ من كرامات السيدة نرجس ٢٥٩...........................................................÷ وفاة السيدة نرجس ومحل قبرها ٢٦٢..................................................................÷ زيارة ضريح السيدة نرجس 􀀚􀀞􀀝............................................................

 
 



Copyright © World Library Foundation. All rights reserved. eBooks from Project Gutenberg are sponsored by the World Library Foundation,
a 501c(4) Member's Support Non-Profit Organization, and is NOT affiliated with any governmental agency or department.