Add to Book Shelf
Flag as Inappropriate
Email this Book

الطفيات : المقولة والاجراء النقدي

By المصلاوي, علي, كاظم, Dr.

Click here to view

Book Id: WPLBN0004023672
Format Type: PDF eBook:
File Size: 2.84 MB
Reproduction Date: 11/20/2012

Title: الطفيات : المقولة والاجراء النقدي  
Author: المصلاوي, علي, كاظم, Dr.
Volume:
Language: Arabic
Subject: Non Fiction, Religion, الأدب الاسلامي
Collections: Authors Community, Literature
Historic
Publication Date:
2012
Publisher: شعبة الدراسات والبحوث الاسلامية في قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة الحسينية المقدسة
Member Page:

Citation

APA MLA Chicago

علي كاظم المصلاوي, B. D. (2012). الطفيات : المقولة والاجراء النقدي. Retrieved from http://www.gutenberg.cc/


Description
مقدمة اللجنة العلمية إذا أردنا أن نقرأ الواقعة العاشورائية على أساس القضية التاريخية فإن ثمة وقائع تتوالى على المخيلة البحثية فتحيل الصورة إلى مشهد تصويري تتداعى فيه المواقف بين مشاهدات تراجيدية تدفع بالهاجس الذاتي إلى شعور استلاب القدرة على التحكم بالعواطف، فتنهمر المشاعر إلى إحالات تعجيزية تقهر الإرادة على التماسك والصمود... وهذا نوع إبداع يدفع بالواقعة الطفية إلى تصدّر الجهود البحثية التي راودت الجميع، فبين مبدع فطري، وبين مخفق يندرج في سلك الاخفاق السياسي، أو الوهم الفكري المتعثر، ولم يقتصر هذا الإبداع البحثي على الواقعة التاريخية حتى أتبعه الإبداع الأدبي المنطلق من وجدانيات تعايش الحدث الكربلائي لتتكلل بإبداعات القصيدة الطفية، ولعل تراكم الوجدانيات الطفية للشاعر الحسيني تنامى حساً أدبياً جديداً يتعايش مع الأنساق الوجدانية الممتلئة بالعاطفة لتحدث الصورة، المخيلة، النسق، الوحدة، الانبعاث، الرغبة ومن ثم الانطلاق إلى «لونٍ أدبيٍ تجسيدي» يحتفر الحادثة ليخرجها قصيدة، وتتصاعد امكانية الأديب إلى إمكانيات إبداعية تولد القصيدة التي أطلق عليها الأستاذ الباحث «الطفيات» ولعل اختيار المصطلح ينطلق من إبداع آخر استثمره الباحث لتتولد فنية الطفيات. فالطفيات غرض كربلائي يوظفه الشاعر لدراساته والذي تكفله كتاب «الطفيات، المقولة والإجراء» للدكتور علي كاظم المصلاوي، الذي استعرض هذا اللون الأدبي لشعراء ثلاثة الشريف الرضي، والشيخ محسن ابو الحب، والشيخ صالح الكواز، فالأول من رواد الشعر للقرن الثالث للهجرة والثاني من رواده للقرن الثاني عشر للهجرة والثالث من رواد الشعر للقرن الثالث عشر، مما يعني أن الباحث حاول أن يجمع في مطاوي بحثه عينات طفية متباعدة بعضها ومتقاربة أخرى... وقد أبدع الباحث في إثارة مثل هذه الإثارات الأدبية التي كانت تستقر في حافظة الرواة أكثر من كونها تشكّل بحوثاً أدبية بكراً تضيف للذاكرة الأدبية نسقاً أدبياً آخر، وللخزين الأدبي ثروة أدبية جديرة بالبحث كما هي جديرة بالتقدير.

Summary
تقديم الكتاب إن العقلية التنظيرية، أي القادرة على صناعة مقولة أو نظرية جديدة، لا تتمكنها جميع الذوات، بل تتفرد بعضها بحيازتها؛ ذلك أنها تحتاج إلى جملة أمور أهمها مقدرة التأمل الفاعل، والنظر إلى المعلومة من زوايا لا يلتفت إليها الآخرون، ولاسيما تلك التي توصف بالنضج أو الاكتمال. وفي ظل معاناة المثقف العراقي تزداد مسافة التوتر بين قطبي الثبات على المعلومة المتوافرة والحفر عن معلومة جديدة، والمفترض أن القحط الذي نثرته الظروف على قبعتنا الوطنية تجعل من القطب الأول (التقليدي) هو المتفشي في أنساقنا الثقافية، لكننا نفاجأ بوفرة المركوزين في القطب الثاني (غير التقليدي)؛ ولعل المعلل الرئيس المقنع لهذه الحالة الشاذة (المبدعة) هو المعلل الأناسي الذي يقول: إن العمق الحضاري لذوات المعاصرة يؤثر في إمكانات التفكير ومعطيات التعامل الثقافي على مسيرة حياتها عبر الأجيال، فالعمق السومري والاكدي لا محالة يلقي بظلاله على الذات العراقية طيلة تناسلها السابق والآني والآتي. ولو رجعنا إلى مسوغ آخر مفاده إفرازات المعاناة لوجدنا داعماً آخر لانفلات المثقف العراقي من أزمة الثبات التي يحتمها الظرف، فالراسخ في عقيدة الثقافة (أن الإبداع ابن المعاناة)، ويجمع الدعامتين السابقتين نصل إلى قناعة، ولو أولية، لبروز عقليات عراقية تنظيرية في ظل مرحلة لم يرد لها أن تعطي هذه النتائج. الأمثلة في الواقع كثيرة وسنقف عندها في فرص قابلة إن أتيحت، لكنني أردت الوقوف عند أطروحة مصطلحية عراقية ذات بُعد مفاهيمي انطلق من سياق التقليد، فالراسخ في عقيدة الثقافة العربية والعراقية منها على وجه الخصوص أن (الطف) تلك الواقعة التاريخية تستبطن العَبرة والعِبرة، بفتح العين مرة وكسرها أخرى. لكننا لم نجد منذ مدة مديدة طرح مصطلحات جديدة ولاسيما في منظومة النقد الأدبي تنبثق من خصوصية هذه الواقعة؛ ربما لغلبة العَبرة، بفتح العين. لكننا قرأنا قبل مدة أطروحة (الطفّيّات) للأستاذ المساعد الدكتور علي المصلاوي التي جعلت من دخول أدب هذه الواقعة في النقد الأدبي الحديث دخولاً مرحباً به بعيداً عن القالبية الجاهزة لتصنيف فريقها. فالمهم هو تفريغ النص من حمولاته السياقية إلا الرابط التاريخي وشحنه بحمولات نصيّة يقدمها ما قيل من أدب آنذاك. فالطفيات مصطلح جديد يعنى بدراسة أدب واقعة الطفّ وفقاً لبعدي المتن الرئيس (كل ما قيل في الطفّ) والملازمات أو المصاحبات (أي ما يصاحبها من متون مجاورة تعمل على كشف الدلالة القديمة أو استضافتها لتوليد دلالة جديدة). هذا المصطلح أراه نقلة نوعية للسماح بتداول (أدب الطفّ) بعيداً عن الحساسيات العقائدية التي تتولد عند الآخر؛ لأنه يعنى بالجماليات وعناصر الإبداع الأدبي، وهي مستويات نقدية يشترك فيها الجميع.

Excerpt
لم يزل الشعر المتعلق بواقعة الطف يحتفظ بحرارة في قلوب مستمعيه كلما تجددت ذكرى هذه المأساة في كل عام، وهذا دليل على انه شعر مليء بالمشاعر والأحاسيس، فضلا عن الأفكار والأهداف السامية التي يدعو لها ويريد ان يثبتها في قلوب مستمعيه وعقولهم. وما ترجو من شعر اخلص صاحبه في إنتاجه وتسامى هدفه في نظمه، وحشد كل طاقاته في سبيل إخراجه بأبهى حلة ليكون سببا عن طريقه ينال الشفاعة في الدار الآخرة ممن كانوا له عونا وسندا في حياته وملهما لقصيده وأشعاره: محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام وبابهم الواسعة الحسين سيد الشهداء عليه السلام. فارتفع هذا الشعر عن حضيض الماديات والنفعيات إلى مرتبة الإخلاص والصدق في التعبير عن قضيته لذا كان جديرا ان يدرس وان يتمعن في استكناه خصائصه الأسلوبية والجمالية لان صاحبه يحاول الخروج به من حيز التقليدية إلى حيز الإبداع والتفنن والتفرد، فهو ليس أمام سلطة ما بقدر ماهو أمام حالة من التأمل والتفاعل والاستشعار بقضيته والتعبير عنها باللغة. هذه المسالة أحسها الأعداء ووعوا عليها فحاولوا لسنين متطاولة ان يغمطوا حق هذا الشعر بالظهور والسطوع، فنعتوه بأوصاف دلَّت على استحقاره والتهوين من شأنه، والمفارقة المحزنة انهم سمحوا لأنفسهم دون غيرهم بدراسة هذا الشعر وإصدار الأحكام والمفتريات الكثيرة في حقه؛ ولم يستطع احد إلى وقت قريب ان ينتصرلهذا الشعر أو ينتصف له، أو يأتي ببراهين تفند ما ذهبوا إليه والى غير ذلك.. من هنا تولَّدت عندي قضية إعادة النظر في هذا الشعر والتعامل معه على أسس منهجية بعيدا عن الاطروحات التي مسته أو حاولت المساس به، متخذا مدخلا جديدا اشتققته من المصدر الرئيس له وهو واقعة الطف فأسميته (الطفيات) ليسلط الضوء على الشعر الذي خصَّ في هذه الواقعة وأبعادها وما عرضته من صور البطولة والفداء والتضحية. ومشروع (الطفيات) هذا كان على شكل خطى وئيدة، وكلما مشيت خطوة فيه فتح لي الباب واسعا أمام الخطوة الثانية والى الآن..، وهذا الكتاب حصيلة تلك الخطى وثمرة أولى في هذا المشروع الضخم الذي أدعو من خلاله جميع الباحثين والمهتمين ليثوِّروه بمختلف الاتجاهات والرؤى، فلم يزل كثير من الدواوين لشعراء كان لهم الأثر الكبير في مسيرة هذا الشعر لم تحقق، والتي حققت أو جمعت لم تدرس، والتي درست لم تستكمل جوانب الدراسة فيه، وغير ذلك فضلا عن ظواهر عدة تتعلق بـ(الطفيات) وما يتفرع منها جديرة بالدرس والبحث لم يسلط الضوء عليها إلى الآن وبخلدي ان ادرسها أو تكون مشاريع لطلبتنا في الماجستير أو الدكتوراه ان شاء الله تعالى. و الجدير بالذكر انه من خلال طرحي لمقولة (الطفيات) والإجراء عليها أردت تثبيت وتوجيه النظر إلى جملة من الأمور أهمها: أولا: ان قصيدة الحسين عليه السلام التي نعتها بـ(الطفية) قصيدة لها بناؤها الفني الخاص الذي اكتسبته من خلال موضوعها المتعلق بواقعة الطف. والطفية إفراز من قصيدة أوسع تعلقت بأهل البيت عليهم السلام؛ فالمعروف في تطور هذا اللون من الشعر انه نشأ نتفاً ومقطعات ثم اندمج في القصائد التي خصَّت أهل البيت عليهم السلام، ثم بدا ينفرد بقصائد كالذي وجدناه في شعر الشريف الرضي وهو ما حمله الإجراء الأول. ثانيا: حاولت من خلال مقولة الطفيات والإجراء عليها ان أُدلل على ان مدرسة شعراء الشيعة كان لها أصول ينطلقون منها، وكان أعظم وأقوى أصل هو قضية الطف، إذ كانت محورا يلتقي عنده وفيه شعراء الشيعة ويتنافسون ويتبارون مهما تباعد الزمن بينهم لينظموا أفضل ما تجود به قريحتهم من إبداع، فالتفنن في إنتاج القصيدة الطفية عندهم جعلهم يصلون إلى نمط من الأداء لم يكن معروفا عند غيرهم من الشعراء. ثالثا: أردت من خلال اختياري شاعرين من حقبة القرن التاسع عشر ان أبرهن على ان أدب تلك الحقبة عند شعراء الشيعة وأدبائهم ومثقفيهم لم تكن بالحقبة المظلمة كما نعتها بعضهم بل هي حقبة مضيئة يمكننا ان نفخر بها ونعتز لا ان ندير وجوهنا عنها ضاربين بها عرض الحائط دون ان نكون علميين موضوعيين ممسكين بقلم الذوق والخبرة في سبيل الكشف الجمالي في تلك النصوص التي لم تر الضوء منذ عشرات السنين. اما مصطلح (الحقبة المظلمة) فهو مصطلح ظالم أو غير دقيق للنصوص الأدبية الشيعية على وجه الخصوص. رابعا: مثلت (القرآنية) في (الطفيات) إحدى الظواهر البارزة عند الشيخ صالح الكواز الحلي ومن خلالها استشفينا طبيعة تعامل الشاعر مع القران وتوظيفه في بناء (الطفيات) وكان ذلك البناء مثير للدهشة والاستغراب فضلا عن الانبهار والتعجب من هذا الأداء الغريب على الشعر العربي بشكل عام، والذي انعكس على بناء القصيدة بشكل كلي. خامسا: ومن خلال الإجراء الأخير على ديوان الشيخ محسن (أبو الحب) الكبير فتح الباب أمام توسيع مقولة (الطفيات) نتيجة لامعان الشاعر بقضية الطف ورجالاته وتفصيلات الأحداث التي وقعت، فتعدى الشاعر مرحلة نظم الطفيات العامة التي خصت الحسين عليه السلام ومن استشهد معه في واقعة الطف وما جرى بعدها من أحداث إلى طفيات خاصة برجالات الطف كـ: العباس عليه السلام وعلي الأكبر عليه السلام والحر الرياحي عليه السلام والشهداء عموما عليهم السلام... ونعتها بـ(المصاحبة للطفيات) وخصوصيتها متأتية من إعطائها أبعادا جديدة في التعبير عن واقعة الطف وألوانا زادت من وضوح ملامح الأحداث التي وقعت. سادسا: ومن خلال الإجراء الأخير أيضا كشف البحث عن تطور جديد اتجهت إليه الطفية وهو ما وسمته بـ(قصيدة الاستنهاض) التي نشأت من رحم (الطفيات) إذ كان الاستنهاض بذكر الإمام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف من الأمور الموضوعية التي تذكر في الطفية ثم اخذ هذا الأمر بالتنامي والاستقلال على يد مجموعة من شعراء حقبة القرن التاسع عشر وما بعده حتى أصبح ظاهرة ملفتة للنظر في دواوينهم. وتجدر الإشارة إلى ان مادة الكتاب اشتملت على تمهيد اوضحتُ فيه جذور المصطلح (الطفيات) اللغوية وسبب تبنيه وفكرته وعلاقته بمجموعة من المصطلحات المقاربة له. وتبع التمهيد أربعة إجراءات تمثل الأول بـ(طفيات الشريف الرضي دراسة في البنية الفنية)؛ والثاني بـ(طفيات الشيخ صالح الكواز الحلي دراسة موضوعية تحليلية) والثالث بـ(القرآنية في طفيات الشيخ صالح الكواز الحلي) والرابع بـ(ديوان الشيخ محسن أبو الحب الكبير دراسة في الموضوع الشعري). وهذه الإجراءات عبارة عن بحوث منشورة في مجلات علمية محكمة لم أُغير بها شيئاً كثيراً إلا ما اضطررتُ له لأسباب إخراج الكتاب على هذا النحو، لذا سيلحظ القارئ الكريم أعادة لتعريف مصطلح (الطفيات) في الإجراءات الأربع وتعريفاً للشاعر صالح الكواز الحلي في إجراءين. وفضلاُ عن ذلك فأني لم اكتب خاتمة للكتاب لأني اكتفيت بما طرحته في مقدمته وما حوته خواتيم الإجراءات المعمولة. وينبغي التنويه إلى أن الإجراءين الثالث والرابع قد شاركني بهما السيدة كريمة نوماس المدني الأستاذ المساعد في كلية التربية جامعة كربلاء إذ أعانتني على إكمالهما وشاركتني أفكاري وما توصلتُ إليه من نتائج فشكراً جزيلاً لها على ما بذلته من جهد وفقها الله تعالى لكل خير. بقي ان أقول ان مصطلح (الطفيات) مشرع ضخم يتمثل في إعادة النظر في الأدب الشيعي ورؤيته من زاوية جديدة تليق به وتكشف النقاب عما خفي منه.وأساس ذلك التعامل مع النصوص بصورة تحليلية مكتشفين ما بها من أبعاد أسلوبية وجمالية دون التركيز على خلفيات النص المذهبية والعقائدية والسياسية إلا بقدر تعلقها بالنص؛ فهذه الأمور تبعدنا كثيرا عن استكشاف طريقة الشاعر في صياغة موضوعه باللغة، وكيفية إثارة المتلقي وشحذ ذهنه بمختلف الألوان والصور. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 
 



Copyright © World Library Foundation. All rights reserved. eBooks from Project Gutenberg are sponsored by the World Library Foundation,
a 501c(4) Member's Support Non-Profit Organization, and is NOT affiliated with any governmental agency or department.